إن صلاتنا تختلف على مدى الأيام، فهي مرات تكون سهلة ومرات صعبة، خصبة أو جافة، سَلِسة أو تحتاج إلى جهد مضاعف، غنية أو فقيرة، فرحة أو حزينة...إلخ. لكن مهما كانت هذه الصلاة فهي تبقى فعل إرادة. إنها تتطلب منا أن نتخذ قراراً حازماً لنلتقي مع الله. وعندما نقول قراراً يعني أننا يجب أن نترك خلفنا كلما يُعيق هذا اللقاء. قراراً لأن نعطي من وقتنا الثمين للغاية ومن طاقتنا لله. هذا يتطلب منا أن نبدأ بتنظيم عملي وحقيقي لحياتنا لنحظى بلقاء حيّ وحقيقي مع الله. وكما يتطلب منا أي عمل نقوم به التزاماً حقيقياً وأمانة في هذا الإلتزام، هكذا هي الصلاة، لا بل نستطيع أن نقول بأنها عمل جدّي، فهي بكلمة أخرى: التزام، وأمانة بغض النظر عن أنها ممكن أن تنبع من قلبنا بعفوية أو قصراً، للشكر أو للشكوى، للحب أو للألم...إلخ. إلا أن ما وراء هذه اللحظات القوية وهذا الوقت المميز الذي نمضيه في علاقة مع الرب، وقت فعلِ إرادةٍ بحت، ينبع منا بحرية ليقوي أمانتنا ويشفي جرحنا ويقوي ضعفنا. لهذا علينا أن نجهز أنفسنا لأوقات الصلاة هذه، لما يوجد فيها من الجفاف والصعوبة التي تتبع مباشرة أوقات الامتلاء واليسر فيها، دون أن ننسى أن الله لا يحكم على نوعية صلاتنا بل على أمانتنا لها.
الصلاة كفعل إرادة
أضيف بتاريخ 07/07/2022